مـنـتـدى الـلغـة الـعـربـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جهاد المرأة المسلمة

اذهب الى الأسفل

جهاد المرأة المسلمة Empty جهاد المرأة المسلمة

مُساهمة من طرف محمد نضال أحمد الأربعاء مارس 12, 2008 10:56 am

شهدَت ساحات المَعاركِ ببطولةِ المَرأةِ المسلمَةِ، التي سَجَلت بجهادِها بُطولاتٍ نادرة .
وَلئِن شهدَت مَعركة ( أحُد) لأمِّ عِمارة ( نسيبَة بنت كعب) المازنِيّة؛ فإن أرضَ اليَرموكِ لَتنطِقُ شاهِدَة بالمَجدِ لفارسَةِ العَرب (خولة بنت الأزوَر)
فهيَ مِثالُ العِز والشرَفِ لِكل فتاةٍ عَرَبيَّة مُسلِمَةٍ أبيَةٍ .
أسلمَت خولة مَع أخيها ضِرار البَطل المِغوار . وكانت ترَوِّضُ نفسَها عَلى رُكوب الخَيل والمَبارزةِ بكلِّ أنواع السِّلاح, فلمّا كانَ يَومُ (اليَرموكِ) أسِرَ أخوها ( ضِرارٌ ) في إحدى المَعاركِ، فقامَت تتوَشحُ بالسَّيفِ وَتحمِلُ ترسَها, وَتنزلُ إلى المَيدان مُتلثِمَة تخوضُ الغَمَراتِ .
نظرَ خالدُ بْنُ الوَليدِ إلى الفارس المُلثم، وَعليهِ ثِيابٌ سودٌ وَعِمامَة خضراءُ يَتقدَمُ الجُندُ، فقالَSad( مَن هذا الفارسُ ؟ والله إنهُ لشجاعٌ ))، ثمَ تبعَهُ خالِدٌ
والنّاسُ، وكانَ الفارسُ أسْبَقَ إلى المُشركينَ، فحَمَلَ عَلى عَساكِر الرّوم كأنهُ النارُ المُحرقة، فزعزعَ كتائبَهُم وَحَطمَ مَعْنويّاتِهمْ ، وَغابَ في وَسَطِهمْ ،
فما كانت إلا جَوْلة حَتى خرَجَ وسِنانُهُ مُلطخٌ بدِماء الرَوم ، وَقد قتلَ رجالاً ، وَجندَلَ أبطالاً ، وَعَرَضَ نفسَهُ للهلاكِ ، وَكرَ مَرَة أخرى حَتى قلِق عَليهِ
المُسلمونَ .
صاحَ خالِدٌ والمُسلمونَ : للهِ دَرُّكَ مِن فارس بَذلَ مُهجَتهُ في سبيل الله اكشِف لنا لِثامَكَ. فمالَ الفارِسُ عَنهُمْ، وَلم يخاطِبهُمْ، فصاحَ بهِ المسلِمونَ: أيُها
الرَجُلُ الكريمُ , أميرُكَ يُخاطِبكَ وَأنتَ تعرِضُ عنه اكشفْ عَن إسمِكَ وَحسبكَ؛ لتزدادَ تعظيماً، فَلم يَرُدَّ عَليهم جَواباً .
فلما ألحَّ عَليهِ خالِدٌ, خاطبَهُ الفارسُ مِن تحتِ لِثامِهِ بلِسان التأنيثِ, وقالَ: لأنكَ أميرٌ جَليلٌ، وأنا مِنْ ذواتِ الخُدور وَرَباتِ السُّتور، فقالَ لها: مَن أنتِ؟ فقالت: أنا خَولة بنتُ الأزوَرِ، أتاني السّاعي بأنَّ ضِراراًُ وَقعَ في الأسرِ، فركِبتُ وَفعلتُ ما رَأيتَ .
أخذتْ خَولة تتجَولُ بَينَ المُسلِمينَ عَلها تسمَعُ خَبراً عَن أخيها ضِرارٍ، فلما يَئسَتْ،بَكت بُكاءً شديداً، وَجَعَلت تقولُ:
يا بْنَ أمي في أي بَيْداءَ طرحوكَ، وَبأيِّ سِنانٍ طعَنوكَ، أم بأيِّ حُسامٍ قتلوكَ؟ يا أخي أختكَ لكَ الفِداءُ، لو رَأيتكَ لأنقذتكَ مِن أيدي الأعْداء، فقدْ تركتَ
-ابنَ أمي- في قلب أختِكَ جَمرَة لا يَخمُدُ لهيبُها. رَقَّ قلبُ خالِدِ بن الوَليدِ، وَعَزمَ على تخليص ضرارٍ مِن الأسرِ، فأعَد الفرسانَ، وَأمدَدَهُم بعِدَة القتال
فلما عَلِمت بذلِك تهَللُ وَجهُها فرحاً وَهَدَأت نَفسَها. خرَجَ الفرسانُ وَمَعَهُم خولة بأمرٍ مِن خالِدٍ، وسَلكوا طريقَ الرّوم ( حَيث ساروا بضِرارٍ).
وفي الطريق كمَنوا لهُم، وَبَينما هُم في مَكمنِهم، إذ بغُبارٍ قد لاحَ في الأفق فكبَرَ المُسلمونَ، وَحَمَلوا عَلى العَدُوِّ بَغتة، فما هِيَ إلا ساعَة حتى خلصوا ضراراً بَعدَ أن فتكوا بآسِريهِ .
وَمَضى البَطلان: ضرارٌ وخولة مَعَ قوافِل الفتح الإسلامي ينشران نورَ الإسْلام، وَيضربان أروَعَ الأمثِلةِ في التضحيةِ والفِداء

محمد نضال أحمد

عدد الرسائل : 7
العمر : 27
الموقع : شارع جمال عبد الناصر مقابل البيتزا لاند
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى