الصحبة الصالحة
صفحة 1 من اصل 1
الصحبة الصالحة
بين صخب الحياة وتكالب همومها، يبحث كل منا في صديقه على واحة يستأنس بها، ويستظل بأشجارها، ويرتوي من عذوبة آبارها لكي يواصل حياته؛ إذ تجمع الدنيا بين النعيم والشقاء، ويحتاج الإنسان إلى من يشاركه همه، ويقاسمه فرحه، ويستشيره في أمره، وهذا ما ينشده في رفيق الدرب.
ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه، وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية، ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.
فكيف يختار الشباب أصدقاءهم؟ وما أهمية الصداقة اجتماعيا ونفسيا وخلقيا في حياة الإنسان؟ وهل وجود الأصدقاء في حياتنا مجرد قدر، أم أنه اختيار يحاسب عليه الإنسان، ويتحمل عواقبه؟.
الصاحب ساحب
يذكر منير صبيح، طالب في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بغزة: "أعترف أنني لم أضع في بدايات صحبتي للآخرين معايير محددة؛ وعلى وجه الخصوص التدين، غير أنني مع الأيام شعرت بأهمية الصحبة الصالحة".
وأضاف: "بصراحة، لم أكن أدري أن الصداقة تؤثر في سلوك الفرد، وتعدل من توجهاته. وبعد أن خضت تجربتي مع شباب لا يتمتعون بحسن الخلق أيقنت أنني سأنزلق، ففكرت مليا، وابتعدت ووجدت نفسي وآمالي بين الشباب المسلم".
"من فاتـه ودُّ أخٍ صـالحٍ.. فذلك المغبـون حق يقين"، بيتٌ من الشعر يرفعه محمد النجار -طالب بكلية الآداب بجامعة الأقصى- كلما اقترب من أحد زملاء الجامعة، ويتابع: "الصداقة تغذي الأخلاق وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم؛ حتى لا تختلط علينا الأحجار بالجواهر".
وبنبرات واثقة تحدثت إلينا لينا الطويل، طالبة صيدلة في جامعة الأزهر: بالطبع أختار صديقاتي وفق معيار التدين والأخلاق. فصديقتي المتدينة ستعينني وتأخذ بيدي نحو بر الأمان، ولكن صديقة السوء ستشدني نحو الهاوية حتى لو تحصنت بأخلاقي، فكما يقولون "الصاحب ساحب".
بينما خالفت الآراء السابقة ربا السقا -طالبة بكلية التجارة في الجامعة الإسلامية بفلسطين- إذ ذكرت: "أصاحب الجميع ولا أضع معايير محددة، ولا أتخاذل عن مصادقة غير المتدينة، فربما آخذ بيدها نحو طريق الصواب". واستدركت: "وبالطبع فإنني بشخصيتي القوية لن أتأثر أو أنجرف مع التيار".
الوفاء والإخلاص أهم من "التدين"!
ومن جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، يشير خالد عمر الفين، طالب في السنة الرابعة بقسم تسويق كلية إدارة الأعمال: "هناك مواصفات مهمة أحتاج إليها في الإنسان الذي أصادقه، وليس بالضرورة أن يكون منها التدين. فالوفاء والإخلاص أهم، فماذا يفيد إن تعاملت مع شخص يدعي التدين وهو خائن".
ويحكي عن معاناته مع الأصدقاء حجي جابر، طالب علم الاتصال بالجامعة الأمريكية المفتوحة بلندن: "لقد عانيت سنوات ممن يسمون أنفسهم أصدقاء، وتجاهلت هذه المعاناة لسنوات، ولكن هذه المعاناة جعلتني أعيد النظر، وأعيد ترتيب أصدقائي. وفرزت الجميع واستبعدت معظمهم، ومن تبقوا يتصفون بما يلي: التقارب في الفكر والتوجه والطموح".
وأوضح أن التدين ليس من الصفات التي يبحث عنها في الأصدقاء؛ وعلل بقوله: "رغم أهمية التدين فإنني لست وصيا على الناس؛ لأني لا أرى نفسي أني بلغت هذا الأمر".
أما أيمن العلي -طالب بكلية خدمة المجتمع بالسعودية- فيشير: "أهم ما أبحث عنه عند اختياري للأصدقاء هو حسن الخلق والاهتمام بالدراسة وعدم إهمالها".
ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه، وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية، ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.
فكيف يختار الشباب أصدقاءهم؟ وما أهمية الصداقة اجتماعيا ونفسيا وخلقيا في حياة الإنسان؟ وهل وجود الأصدقاء في حياتنا مجرد قدر، أم أنه اختيار يحاسب عليه الإنسان، ويتحمل عواقبه؟.
الصاحب ساحب
يذكر منير صبيح، طالب في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بغزة: "أعترف أنني لم أضع في بدايات صحبتي للآخرين معايير محددة؛ وعلى وجه الخصوص التدين، غير أنني مع الأيام شعرت بأهمية الصحبة الصالحة".
وأضاف: "بصراحة، لم أكن أدري أن الصداقة تؤثر في سلوك الفرد، وتعدل من توجهاته. وبعد أن خضت تجربتي مع شباب لا يتمتعون بحسن الخلق أيقنت أنني سأنزلق، ففكرت مليا، وابتعدت ووجدت نفسي وآمالي بين الشباب المسلم".
"من فاتـه ودُّ أخٍ صـالحٍ.. فذلك المغبـون حق يقين"، بيتٌ من الشعر يرفعه محمد النجار -طالب بكلية الآداب بجامعة الأقصى- كلما اقترب من أحد زملاء الجامعة، ويتابع: "الصداقة تغذي الأخلاق وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم؛ حتى لا تختلط علينا الأحجار بالجواهر".
وبنبرات واثقة تحدثت إلينا لينا الطويل، طالبة صيدلة في جامعة الأزهر: بالطبع أختار صديقاتي وفق معيار التدين والأخلاق. فصديقتي المتدينة ستعينني وتأخذ بيدي نحو بر الأمان، ولكن صديقة السوء ستشدني نحو الهاوية حتى لو تحصنت بأخلاقي، فكما يقولون "الصاحب ساحب".
بينما خالفت الآراء السابقة ربا السقا -طالبة بكلية التجارة في الجامعة الإسلامية بفلسطين- إذ ذكرت: "أصاحب الجميع ولا أضع معايير محددة، ولا أتخاذل عن مصادقة غير المتدينة، فربما آخذ بيدها نحو طريق الصواب". واستدركت: "وبالطبع فإنني بشخصيتي القوية لن أتأثر أو أنجرف مع التيار".
الوفاء والإخلاص أهم من "التدين"!
ومن جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، يشير خالد عمر الفين، طالب في السنة الرابعة بقسم تسويق كلية إدارة الأعمال: "هناك مواصفات مهمة أحتاج إليها في الإنسان الذي أصادقه، وليس بالضرورة أن يكون منها التدين. فالوفاء والإخلاص أهم، فماذا يفيد إن تعاملت مع شخص يدعي التدين وهو خائن".
ويحكي عن معاناته مع الأصدقاء حجي جابر، طالب علم الاتصال بالجامعة الأمريكية المفتوحة بلندن: "لقد عانيت سنوات ممن يسمون أنفسهم أصدقاء، وتجاهلت هذه المعاناة لسنوات، ولكن هذه المعاناة جعلتني أعيد النظر، وأعيد ترتيب أصدقائي. وفرزت الجميع واستبعدت معظمهم، ومن تبقوا يتصفون بما يلي: التقارب في الفكر والتوجه والطموح".
وأوضح أن التدين ليس من الصفات التي يبحث عنها في الأصدقاء؛ وعلل بقوله: "رغم أهمية التدين فإنني لست وصيا على الناس؛ لأني لا أرى نفسي أني بلغت هذا الأمر".
أما أيمن العلي -طالب بكلية خدمة المجتمع بالسعودية- فيشير: "أهم ما أبحث عنه عند اختياري للأصدقاء هو حسن الخلق والاهتمام بالدراسة وعدم إهمالها".
tartour- عدد الرسائل : 45
تاريخ التسجيل : 16/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى